هل الحب ضعف؟ أم انه قوة؟ سؤال لطالما احتاروا في الإجابة عنه، فأحيانا يمد هذا الحب صاحبه بالقوة ، وأحيانا أخرى يجعل الحب الإنسان ضعيفا منهار القوى…
تختلف الآراء و تتباين بخصوص هذا الموضوع، فهناك من يقول بان الحب قوة و هناك من يعتبره ضعفا لذا يحاول قدر الإمكان الابتعاد عن دخول غمار أي قصة حب مهما كان نوعها بالرغم من رغبته الشديدة في التجربة لأنه يخاف من هذا الحب الذي قد يجعله في يوم من الأيام يتخلى عن مبادئه و قيمه أو حتى يجعله إنسانا آخر غير نفسه التي ألفها و تعود عليها.
لكن هذا الشخص ينسى بان الله عز وجل هو من زرع هذا الحب فينا، لكي نحسن استغلاله و استعماله في منحاه الصحيح، فالحب عندما يكون صادقا فهو يعطي صاحبه جرعا ت من الأمل و الطموح لتطوير الذات و المضي قدما نحو تحقيق مجموعة من الأهداف
و في هذه الحالة يعتبر الحب قوة كونه يدفعنا نحو الأمام في طريق النجاح وتحقيق الذات بغية إرضاء الحبيب و تحقيق أمنياته
لكن الحب بوسعه ان يتحول إلى ضعف في حال كان الطرف الآخر لا يشعر بالحب، فبالتالي يدفع هذا الحب صاحبه أدراجا نحو الوراء، و بالتالي ينصب كل تفكيره على هذا الحب المزيف و على البحث عن طرق لإرضاء الحبيب الذي لا يعرف معنى هذا الحب و لا يحس بعذاب الطرف الآخر، يصبح الحب ضعفا عندما يبتعد المحب عن كل الأشخاص الذين لطالما أحبوه و قدروه و احترموه فقط لإرضاء الطرف الآخر، و عندما يرغم على فعل مجموعة من الأشياء لم يفكر في يوم من الأيام انه قادر على فعلها، يصير الحب ضعفا في الوقت الذي يشطب فيه المحب على شخصيته ويتنازل عن كرامته و كبريائه
لكن في حال كان الحب متبادلا بين كلا الطرفين و عميقا، فإنه يجعلهما قادرين على مواجهة الصعاب و قادرين على التحدي و الوقوف في كل من يعارض هذا الحب و يسعى جاهدا لهدم علاقتهما، و من هنا يمكننا ان نقول بان الضعف أو القوة يتوقف على قوة الحب بالدرجة الأولى، فإذا كان الحب قويا بين الطرفين سيكون دوما الحب قوة وإذا كان ضعيفا سوف يظل ضعيفا وقد ينكسر بسهوله فى أي موقف قد يواجه العلاقة
في حال طرحنا هذا السؤال على احد الحبيبين اللذان سبق لهما ان واجها احد المواقف الصعبة، التي قرر احد الطرفين التنازل من أجل إرضاء الطرف الآخر بالرغم من كونه غير راض عن الأمر، هل هذا يعتبر ضعفا أو قوة؟ فالأكيد أنه سيعتبر حبه ضعفا وقوة في نفس الوقت، لأنه قد قبل أمرا لم يرقه و لأنه قد فعل ذلك نظرا لتمسكه بحبيبه و كونه لا يريد خسارته.
و خلاصة القول فالحب إن كان حبا حقيقيا فسيكون ضعفا و قوة في نفس الوقت، لأنه على كلا الطرفين أن يتنازلا في بعض الأحيان للتمكن من استمرار العلاقة و السير بها نحو الأمام
0 التعليقات:
إرسال تعليق