الثلاثاء، 7 فبراير 2012

لا تعرضي نفسك للقيل والقال بهذه النصائح الذكية









في أي مكان تقع عليه أعيننا نجد المرأة متماسكة ثابتة، فقد أوضحت العديد من الدراسات مؤخرا أن الفتيات والنساء دائما ما يتخرجن من المدارس الثانوية والجامعة بنسبة تفوق أقرانهن من الفتية والرجال، ويتمكنّ من الحصول على درجات علمية أفضل من الذكور.

هذا بالإضافة إلى تمكنهن من غلق الفجوة بينهن وبين الرجال في الرواتب والأجور، علاوة على قدرتهن على إدارة أعمالهن الخاصة، شراء منزلهن الخاص وكسب وتكوين ثروتهن الخاصة، وفي هذا الصدد قالت الشهيرة "بيونسيه" ذات المكانة العالمية الكبيرة :النساء تسير العالم.

وكلما تتقدم المرأة خطوة من الاستقلالية والاعتماد على النفس للأمام، كلما اقتربت أكثر وأكثر من كسر حاجز الضعف والتفرقة الظالمة بينها وبين الرجل، لكن كلما ازداد نجاح المرأة كلما كثر عليها القيل والقال وغارت منها قريناتها من النساء بطريقة تصل إلى الحسد المدمر.

وبدلا من تدعيم بعضهن البعض في مشوار الحياة الصعب بأسلوب راق أخوي، تمزق الواحدة الأخرى مستخدمة مهارات المرأة الشيطانية للإيقاع بها والعيب في شخصيتها وما حققت من نجاح، حتى لا يكون هناك أحد أفضل من أحد ويصبح جميعهن في مركب واحدة.

فإذا أوقعك حظك السيء فريسة في صحبة، أو محاطة بجماعة من هذا النوع من النساء ذوات النقد اللاذع والنميمة التي تهدم ولا تبني، نقدم لك بعض الطرق والنصائح لتوقفي هذه العاصفة وتتجنبي التعرض للقيل والقال من جانب صاحبات القلوب والنوايا السوداء.

لماذا تتسم النساء بعادة القيل والقال (النميمة)؟
هناك أسباب معينة أصلت وغرست في النساء عادة القيل والقال، وهذا قد يرجع إلى عوامل بيئية غير مقصودة وتتلخص فيما يلي:

التطور الطبيعي:
منذ آلاف السنين عندما كان الإنسان يقطن الكهوف كان القيل والقال عملاً ذا هدف، حيث كان يخرج الرجل للبحث عن الغذاء من أجل أسرته، بينما تبقى المرأة بالكهف تطهي الطعام، تنظف، تصنع الملابس وتربي الأطفال، ولكي تقوم بكل هذا فلابد لها من أن تعمل مع الأخريات من النساء، ولكي تتمكن من الاستحواذ على الرجل لنفسها كانت تحاول وضع الخطط الماكرة لتتخلص من قريناتها.

التربية الخاطئة:
تربت الفتيات في مجتمعاتنا على مبدأ الانطواء والشخصية الضعيفة، فينظرون إليها على أنها كائن ضعيف لا حول له ولا قوة، وهذا بالطبع مخالف لشريعة الله، لكن البشر في العادة يلتزمون بالعادات والتقاليد حتى ولو كانت خاطئة ومخالفة لما أمر الله به، فنرى قائمة من الممنوعات تغرس في عقل الطفلة منذ الصغر كالآتي:
- لا تتحدثي كثيراً.

- لا تجادلي.

- قولي حاضر ونعم.

- أطيعي الأوامر بدون نقاش.

- لا تعنفي أحداً أو توجهي له إساءة في وجهه.

- لا تتسببي في حدوث مشكلات.

وبذلك نصنع امرأة بوجهين تتصرف أمام الناس بطريقة العادات والتقاليد، ومن ورائهم تتحدث سرا لتعبر عن رأيها الحقيقي، وهذا من أهم الأسباب التي تقود المرأة للنميمة.

ليس لديها خيار آخر:
بصفة عامة لا تهتم الأسر في مجتمعاتنا بتعليم الفتيات بعض المهارات الحياتية، إنما يكون التركيز على تعليمها كيف تتزين، تدير شئون بيتها وفي المقابل يحدث قصور شديد في جوانب شخصية شديدة الأهمية وهي:

- لا ندعمهن بالمهارات اللازمة للتعامل مع الصراع بصورة بناءة.

- لا ندرس لهن مهارات التواصل وخاصة الحوارات القاسية.

- نمنعهن من التعبير الصريح المباشرعن مشاعرهن.

- نشجع الخبث والنميمة من خلال تطبيقه في الواقع أمامهن.

وبعد أن تعرفنا على أسباب سمة القيل والقال لدى النساء عامة، إليك هذه النصائح للتغلب عليها:

ابقي بعيدة:
لكونك إنسانة طيبة الفطرة محبة لمن حولك، فالشائعات آخر شيء قد يشغل بالك أو تريدين الانغماس في الحديث عنه، ونعلم جميعا أن أسرع طريق للتورط في صراع النميمة هو بواسطة الاندماج في القيل والقال، إذن وبنفس الطريقة فأسهل سبيل لتبتعدي وتتجنبي أن تصبحي مركز عاصفة الشائعات، هو أن تبقي بعيدة تماما عن أي تعليقات سلبية تقال عن الغير.

فإذا كنت تتحدثين مع جماعة من النساء، وتحول النقاش بصورة غير متوقعة إلى حوار مؤذ بذيء ينهش في سمعة أو كرامة امرأة أو غيرها تزوجت، طلقت أو تشاجرت ذهبت هنا وهناك وغيرها من الموضوعات التي تأتي على قمة حوارات النساء السرية، على الفور توقفي عن الحوار واطلبي الإذن للمغادرة.

لن يتمكن أحد بهذه الطريقة من اتهامك بنشر أي إشاعة، وعلى المستوى الأخلاقي ستشعرين باحترامك لذاتك لأنك بهذه الطريقة تنفذين القاعدة الذهبية التي تقول: (عامل الناس بما تحب أن يعاملوك).

وبهذا أنت حافظت على كرامة إنسانة في غيابها وتجنبتِ النميمة التي تمزق في كرامتها، والأفضل من ذلك أن تنصحي من يتحدثون بهذه الطريقة السيئة بالتوقف، أو تحاولي تغيير الموضوع وقد أمرنا الله إما أن نقل خيرا أو لنصمت عن الكلام، ونهانا عن النميمة والغيبة وصور من يفعل ذلك كمن يأكل لحم أخيه ميتا، فما أبشع أن نقع ضحية لهذه العادة البذيئة أو نلطخ سيرة أحد بها وخاصة لو كانت امرأة.

قيمي نفسك:
لسوء الحظ، نقع جميعا في ذنب النميمة والقيل والقال، بأي وسيلة أو في أي موقف، فكم منا قام بنقد زميلته في العمل أو الدراسة على نوعية ملابسها أو الطريقة التي تتحدث بها مع الرجال، التحدث عن شخصية مشهورة ونقل شائعة قيلت عنها أو حتى الشعور بالغيرة من جارة جميلة المظهر تسكن بالجوار، أو حتى مديرة العمل التي تسبب لنا الضيق، فيكون الرد المقابل سبها أو السخرية منها انتقاما.

فإذا وقع لسانك في أي من هذه الأحاديث السيئة عن أي امرأة صادفتها في طريقك، فقد حان الوقت لوقفة مع النفس والنظر في مرآتها وتقييم نفسك وسؤالها لماذا انحدرت إلى مثل هذه الأفعال، وقد قيل إن سبب قيام الشخص بالسخرية من غيره شعوره بعدم الثقة بنفسه.

والآن عليك سيدتي أن توجهي لنفسك الأسئلة التالية:
- هل هناك شيء ما يشعرك بعدم الثقة بنفسك؟
- هل هناك ما ينقصك بالحياة؟

لا تشعري بالخجل من البحث في أعماق نفسك لتكتشفي الإجابة عن الأسئلة السابقة، وعندما تصلين إلى الجواب، كثفي كل طاقتك ووجهيها لإعادة بناء ثقتك بنفسك مرة أخرى بدلا من أن تقومي بإسقاط عيوبك على الغير وتسيئي لهم.

حولي الحسد إلى إلهام:
عندما تحددين الأسباب التي تجعلك تقللين من قدر أي امرأة ترينها، وقررتِ أن ذلك يرجع إلى عدم شعورك بالرضا عن نفسك، استخدمي ذلك كدافع لك حتى تظهري أفضل ما عندك من إمكانيات، من خلال السير على خطى الأخريات من النجاحات حتى تتقدمي بنفسك، فإذا طورت من قدراتك العقلية وحسنت من إطلالتك وسماتك الشخصية لن يكون لديك الوقت للحسد، الغيرة أو التحدث بطريقة سلبية عن أحد.

فكري في الصورة من زاوية أكبر:
بالطبع تتحسن أحوال النساء على مستوى العالم شيئا فشيئاً، لكنهن لم يربحن المعركة حتى الآن، فاضطهاد عملية استقلالية المرأة أصبح شيئاً ملحوظاً ويشكل تهديدا مستمرا، فهناك من يتحدى طموح النساء، فكيف تقاوم النساء كل هذه التحديات وهن دائما يحاربن بعضهن؟

فنجاح امرأة واحدة يفيد جميع النساء، أما القيل والقال "عمال على بطال" لا يفيد ولكن يضر، لذا علي كل بنات حواء التوقف عن هذه العادة السيئة حتى يتمكنّ من العيش بدون خوف، في تألق وتقدم دائم، ويعلمن أن أي امرأة أخرى ليست عدوة بل رفيقة ومساعدة لها في الكفاح من أجل التطور والرقي.

الزواج بين الأقارب .. "ابعد عن الشر أم الأقربون أولي"؟

إضافة صورة

«المقربون أولى بالمعروف» مقولة كانت تطبق على نطاق واسع في موضوع الزواج والارتباط بين أبناء وبنات العائلة الواحدة حرصا من أفرادها على حسن الاختيار عندما كان الزواج عاملا مهما في توطيد وتمتين العلاقات بين العا

ئلة الواحدة، ومسألة مصيرية تتم باستشارة الكبار الذين يحرصون على مصلحة ابنائهم او بناتهم سواء كان الأمر حفاظا على اسم هذه ال

عائلة او ثروتها او تقاليدها وعاداتها.

لكن مقولة «الذي تعرفه احسن من الذي لا تعرفه»، تغيرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، واصبح موضوع الزواج ما بين افراد العائلة الواحدة امر مرفوض في كثير من الاحيان، ويكفي ان تستشير احدا حوله لتسمع نصيحة جاهزة تقول لك:«ابتعد ما امكن عن العائلة افضل لك». يقول احد الآباء: ان هذا التحول امر طبيعي.

فالزواج في الماضي كان شأنا عائليا، وحدثا مهما يستشار فيه كبار العائلة، ويتم بتوافق الجميع حرصا على المصلحة المادية او الاجتماعية، اما اليوم، فهو شأن فردي لا يتدخل فيه حتى الآباء والامهات، لان الابناء او البنات اصبحوا يختارون شريك حياتهم بناء على علاقات تجمع بينهم اثناء الدراسة او في مجالات حياتية كثيرة تتيح لهم التعرف الى بعضهم بعضا، وبالتالي لم يعد للعائلة المغربية أي يد في زواج ابنائها منذ مدة.

ليس هذا فقط، فحتى الروابط العائلية تغيرت ولم تعد متينة كما كان عليه الحال في الماضي. فهناك كثير من ابناء العائلة الواحدة لا يعرفون بعضهم بعضا بسبب قطيعة نشبت بسبب خلافات حول الارث، او سوء فهم بسيط استفحل، او لمجرد قلة فرص اللقاء فيما بينهم بسبب مشاغل الحياة.

وتقول احدى الامهات ان الروابط العائلية لم تعد كافية للحفاظ وصيانة هذا الزواج كما كان من قبل، حيث كانت رابطة القرابة تمنع الرجل من تطليق زوجته حفاظا على تماسك العائلة، وتجنبا لنشوب الخلافات، اما حاليا فإن شباب اليوم لم يعد يعير أي اهتمام لهذه القرابة، وكثير من الزيجات الفاشلة تسببت في قطيعة حادة بين العائلات استمرت لسنوات. ونتيجة لذلك اصبح معظم الناس يفضلون الغرباء عن الأقارب، لانه حتى ان فشل الزواج لن تتأثر العلاقات العائلية بذلك.

ويقال ايضا: ان تغير القيم الاجتماعية والمادية كانت وراء انتشار هذه الظاهرة، فالعائلات لم تعد متقوقعة ومنعزلة كما كانت في السابق، بل اكتسبت قيما جديدة تحثها على الانفتاح على الآخرين، ولم تعد متعصبة للنسب او العرق.

و للعوامل المادية ايضا دور في تراجع الزيجات العائلية، فغالبا ما تكون الاحوال المادية للاسر في العائلة الواحدة متقاربة، بينما اصبح الشبان والفتيات يتطلعون من خلال الزواج للارتقاء الى مستويات معيشية افضل مما كانوا عليها في ظل اسرهم. فالمثل الذي يقول «مسكين يتزوج مسكينة» ومعناه، فقير يتزوج فقيرة، لم يعد مقبولا عند الجيل الحالي.

الا ان هناك من يرى ان تراجع الزيجات العائلية كان احد اسباب انتشار ظاهرة العنوسة والعزوف عن الزواج، لان تراجع سلطة الآباء في هذا الامر أدت الى زيادة عدد العزاب والعازبات في العائلة الواحدة، بينما كان تزويج الفتيات والفتيان مهمة من اختصاص العائلة الكبيرة التي لا ترضى لابنائها وبناتها ان يظلوا من دون زواج، حيث الأولوية للأقارب قبل الاغراب، وكان التفاخر بعدد الأولاد والأحفاد شائعا.

بيد ان خديجة اميتي، الباحثة المغربية في علم الاجتماع، ترى ان انحسار الزواج العائلي دليل على اتساع مجال الحرية والاختيار بين الافراد بعيدا عن سلطة العائلة، وهذا الامر بحد ذاته ايجابي، برأيها.

فمبررات هذا الزواج لم تعد موجودة، فالعائلات كانت منغلقة تجمع بينها عوامل اقتصادية واجتماعية ومشاركة حتى في السكن، بينما حصل نوع من التباعد على جميع المستويات بقوة التحولات التي عرفها المجتمع مع ظهور الاستقلالية الفردية حتى داخل الاسرة الواحد ة بسبب العمل والسكن المستقل، حتى ان تم الزواج من داخل العائلة، اصبح يخضع لشروط ذاتية، أي وجود رغبة بين الطرفين للارتباط، وليس خضوعا لاعتبارات مادية او اجتماعية، وان كانت سلطة المال تلعب دورا كبيرا حتى في الوقت الراهن في اتمام كثير من الزيجات سواء من داخل او خارج العائلة.

ومن بين الاسباب الرئيسية التي جعلت الزواج العائلي يتقلص، في نظر اميتي، هو خوف الطرفين من نشوب المشاكل التي تعرض العائلة باكملها الى «الفتنة» و«المحاسبة الجماعية»، التي تتعرض لها الاسرة بسبب فشل الزواج وحدوث الطلاق في المستقبل.

واضافت اميتي انه لا يمكن إغفال العوامل البيولوجية او الطبية التي تحذر من زواج الاقارب تفاديا لاستمرار الامراض الوراثية، وان كان هذا الامر يخص صلة القرابة من الدرجة الاولى فقط.

وأوضحت اميتي سببا آخر في تبرير الزواج العائلي في الماضي، ذلك أن الابن لم يكن يتمتع بأي استقلالية عن والده وكان يعيش داخل بيت العائلة الكبير بعد زواجه، وبالتالي كانت الاسرة تفضل ان لا تأتي غريبة لتعيش وسط العائلة.