الأربعاء، 10 أغسطس 2011

هل يلعب الجو الحار دورا في زيادة الوزن؟


 



تناول كميات كبيرة من الصوديوم في الطعام والشراب يؤدي إليه
سؤال: عمري 80 سنة، ولا أزال بصحة جيدة نسبيا، عدا عن تشخيص حالة ضغط الدم المرتفع لدي حديثا. وقد أدى تناولي لأدوية «حاصرات بيتا» ومراقبتي لكميات الملح المتناولة إلى نجاحي في التحكم بضغط الدم في مستوياته الطبيعية.
ولكن في ظروف الجو الحار في الصيف تورم كاحلا القدمين أكثر من السابق، وازداد وزني ثلاثة أرطال (الرطل 453 غم تقريبا) في غضون يومين. هل حدث ذلك نتيجة لحرارة الجو أم كان للملح دور فيه؟
قدرتك على التحكم جيدا بضغط الدم بواسطة الأدوية وكذلك بالحد من تناول الملح هو شئ جيد. لأن أغلب الناس تحتاج عادة إلى دوائين أو ثلاثة للتحكم في مستويات ضغط الدم المرتفع، إلا أنك تبدو مثالا جيدا يجسد فائدة الحد من تناول الملح.
ملح الطعام

والملح الذي نذكره هنا هو ملح الطعام، أي كلوريد الصوديوم، والصوديوم هو العنصر الأول الذي ينظم مستوى السوائل في مجرى الدم وكذلك السوائل التي تعوم فيها الخلايا.
ولذا فإن التغيرات السريعة في الوزن - مثل زيادة ثلاثة أرطال في غضون يومين - هي غالبا ودوما ناجمة عن تناول كميات كبيرة من الصوديوم من الطعام أو الشراب.
إن جسم الإنسان ينظم بعناية تركيز الصوديوم في سوائل الجسم. فإن تناولت كميات من الصوديوم أكبر من الكميات التي تتمكن فيها الكلى من لفظها إلى الخارج، فإن الصوديوم سيتراكم في السوائل الموجودة بين الخلايا.
ويتتبع الماء الصوديوم أينما وُجد. وكما يزداد حجم السوائل التي تعوم فيها الخلايا، كذلك يزداد حجم الدم في الشرايين والأوردة. وهذا يتسبب في إجهاد القلب وحصول ضغط أكبر للدم على الأوعية الدموية.
زيادة الوزن

عندما كنت طالبا في كلية الطب، أوضح أساتذتي فكرة العلاقة بين الصوديوم والماء بشكل لا أزال أتذكره حتى الآن. وهناك قام الطلاب بوزن أنفسهم في بداية المحاضرة.
ثم قام كل طالب من مجموعة تكونت من نصف الطلاب بتناول «كوارت» (0.9464 لتر) من ماء الحنفية، بينما تناول أفراد المجموعة الثانية (كنت واحدا منهم) «كوارت» من الماء المالح.
وقبل أن تنتهي المحاضرة، كان كثير من طلاب المجموعة الأولى يهرعون خارجين منها متجهين إلى دورة المياه لأن الكلى لديهم كانت مشغولة في العمل للفظ الماء خارجا.
أما نحن الذين شربنا الماء المالح فلم نحتج للذهاب إلى دورة المياه لأن الكلى تحتاج إلى فترة زمنية للفظ الصوديوم خارجا.. ولذلك فقد احتفظت أجسامنا بالماء.
وفي اليوم الثاني قام الطلاب بوزن أنفسهم مرة أخرى قبل بداية المحاضرة. وظهر أن وزن زملائي الذين تناولوا الماء العادي ظل مماثلا لما كان في اليوم السابق. ولكن وزن الطلاب مثلي الذين تناولوا الماء المالح ازداد بمقدار رطل أو أكثر، لأن أجسامنا ظلت محتفظة بالصوديوم وبالماء.
الجو الحار

ويبدو أنك وعلى الأكثر، قد تناولت أثناء الجو الحار طعاما وشرابا غنيا بالملح أكثر من المعتاد، هذا هو ما سبب لك زيادة في الوزن وسبب التورم فيما حول كاحلي القدم.
وإن تكرر هذا الأمر لديك مرة أخرى، فإن ممارسة المشي كثيرا والحد من تناول الصوديوم خطوتان ستسمحان لجسمك بالعودة إلى طبيعته خلال أيام معدودات.
إلا أن الدرس هو نفس الدرس الذي تعلمته بنفسي أيام دراستي الطبية، وهو: إن تناولت كثيرا من الملح، فإنه سيظل في جسمك لفترة أطول.
وعلى المستوى العملي سواء لك أو للآخرين فإن الحد من تناول الصوديوم بمقدوره تقليل عدد أدوية علاج ضغط الدم المرتفع التي تحتاج إليها، كما يقلل أيضا من احتمالات التعرض للسكتة الدماغية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق