يعتبر مرض فقدان الشهية العصابي anorexia nervosa واحدا من اضطرابات الأكل القاتلة، إذ أنه يقود إلى وفاة 5.6% من أولئك المصابين به من الذين عانوا منه لفترة طويلة تمتد إلى عقد من الزمن.
ويصبح خطر تحول هذا الاضطراب إلى مرض مزمن كبيرا جدا، بعد 3 سنوات من الإصابة به، بينما يصبح علاجه أقل فاعلية. ولهذه الأسباب فإن التدخل المبكر يعتبر مهما.
طريقتان للعلاج ولأجل تحديد أنواع العلاج للمصابين بمرض فقدان الشهية العصابي من الأطفال والمراهقين الذين يزورون العيادة الخارجية، أجرى باحثون من جامعتي ستانفورد وشيكاغو دراسة مراقبة عشوائية لنوعين من المنطلقات، وهما: العلاج على المستوى العائلي، والعلاج الفردي.
ويشمل العلاج العائلي مبادئ لطريقة مودسلي، وهي الطريقة التي طورت في إنجلترا، التي تهتم بإشراك العائلة في العلاج. وفي هذه الطريقة يقوم المعالجون بالتأكيد للوالدين على أنهما لا يتحملان اللوم نتيجة حدوث اضطراب الأكل هذا، ويساعدونهما على تشجيع الابن (أو الابنة) المصاب على تناول الطعام، ومنحه استقلالا ذاتيا أكبر حول اختيار وجبته.
أما طريقة العلاج الفردية الموجهة للمراهقين فإنها تستند إلى مبادئ العلاج النفسي الديناميكي، والاعتماد على النفس، والاعتداد بالذات، رغم أنها تشجع أيضا الوالدين على المشاركة الدورية في العلاج العائلي.
وقسم الباحثون بشكل عشوائي 121 من المراهقين الذين يعانون من فقدان الشهية العصابي (من أعمار تراوحت بين 12 و18 سنة) إما للخضوع إلى العلاج العائلي أو العلاج النفسي الفردي الموجه.
وحصل كل المشاركين على 24 ساعة من العلاج على مدى سنة. وقيم الباحثون حالاتهم قبل العلاج وبعد مرور 12 شهرا من البدء فيه، ثم بعد 6 أشهر، و12 شهرا من فترة متابعة لاحقة.
وكان الهدف النهائي الأبسط للدراسة هو العودة الكاملة إلى الحياة الطبيعية، التي تتمثل في استرجاع الوزن الطبيعي والحصول على نقاط متوسطة في استبيان يتم فيه تقييم السلوك والمواقف.
علاج عائلي فعال وبعد مرور سنة لم يجد الباحثون أي فروق بين معدلات زوال الاضطراب بين الذين خضعوا إلى العلاج العائلي أو بالعلاج النفسي الفردي.
إلا أن متابعة الحالات خلال سنة لاحقة أظهرت أن أعراض الاضطراب عادت إلى 10% من الذين خضعوا للعلاج العائلي، مقارنة بنسبة 40% من الذين خضعوا للعلاج الفردي النفسي الموجه. ثم ومع نهاية السنة الثانية ظل 49% من الخاضعين للعلاج العائلي على وضعهم مقارنة بنسبة 23% من الخاضعين للعلاج الفردي.
وتفترض هذه الدراسة أن العلاج العائلي للمراهقين يقدم فرصا أكبر على المدى البعيد لعلاج فقدان الشهية العصابي. كما ظهر في نفس الوقت أن ربع المشاركين تقريبا - 22% من الخاضعين للعلاج العائلي، و25% للعلاج الفردي لم تزل أعراضهم، أي أن التحديات لا تزال قائمة لعلاج هذا الاضطراب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق